من المعلوم أن من أضرار كشف المرأة وجهها إصابتها بالسرطان الذي هو عبارة عن مجموعة من الأمراض تغيِّر فيها بعض خلايـا الجسم طبيعتها، وتبدأ بالانقسام بشكل لا يمكن ضبطه(1). وهذه الأمراض عبارة عن أورام حـدثت نتيجة خللٍ في الخلية بسبب الأشعة أو المـواد الكيميائية وغيرهـا، مما يسبب طفرة في الخلية ، ويؤدي لانتقال هذا المرض إلى الخلايا المجاورة .
طبقات الجلد
يتكون الجلد من طبقتين رئيسيتين، هما البشرة وهي الطبقة العلويـة ، والأدمة وهي الطبقة السفلية، وتحتوي البشرة في أسفلها على طبقة قاعدية توجد فيها خلايا سوداء صبغية تنتج مادة " الميلانين Melanin " المسؤولة عن إعطاء الجلد والشعر لونهما . ومن ناحية أخرى يساهم الميلانين في وقاية الجسم من ضرر أشعة الشمس فوق البنفسجية، بحيث يزيد إنتاج هذه المادة كلما تعرض الجسم للشمس. لذا يكون جلد الأشخاص الأكثر تعرضاً لأشعة الشمس أسمراً, حيث يلعب الميلانين دوراً كبيراً في حماية الجلد من أشعة الشمس فوق البنفسجية، فيعمد إلى امتصاص هذه الأشعة مما يخفف من وقعها على أعضاء الجسم الداخلية .
وتتكون الطبقة الداخلية(الأدمة) من نسيج ضام قليل التماسك ويحتوي على ألياف غروية تسمى" الكولاجين Collagen" ، وأليـاف أخرى مرنة تسمى" الايلاستين Elastin " ، حيث تساهم هذه الألياف في تدعيم الجلد وزيادة مرونته، وتؤدي خسارتها _خاصة_ مع تقدم السن أو المرض إلى تجعد الجلد أو احتراقه .
وتحـدث في الجلد عدة تفاعلات على مستوى الخلايـا الميلانينة " Melanocytes "( المنتجة للميلانين )، حيث تزيد هذه الخلايـا من إفرازها لمادة الميلانين، فتحمي الجلد من التأثير الضار لأشعة الشمس، والأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس .
مكونات شعاع الشمس
إن شعاع الشمس عبارة عن طيفٍ مرئي، وآخر غير مرئي مرتفع يتواجد على الحدود الأولى في مواقع فوق البنفسجية وتحت الحمراء، حيث تلعب الإشعاعات فوق البنفسجية دوراً كيميائياً في الجلد، بينما تتسبب الاشعاعات تحت الحمـراء دوراً حراريـاً، إذ قد تتسبب بالطفح الوردي العابـر، وهي المسؤولة أيضاً عن حوادث " ضربات الشمس " .
وللإشعاعات فوق البنفسجية نوعان هما:- الاشعاعات فوق البنفسجية ألفـا، والإشعاعات فوق البنفسجية بيتا .
تأثيرات أشعة الشمس
أما عن تأثيرات الاشعاعات على الجلد فهي كالتالي :-
1) التلون: حيث تسبب الاشعاعات فوق البنفسجية في حصول التلون، إذ قد يدوم من شهر إلى شهرين .
2) الاحمرار: وتسببه الإشعاعات فوق البنفسجية من النوع "بيتا"، حيث يشتد الاحمرار كثيراً، خاصة وقت الظهيرة، وبالذات لدى النساء .
3) الذاب الحمامي: وهو عبارة عن التهابات جلدية خطيرة، وله أنواع كثيرة منها :
أ_ الذأب الحمامي العام . ب_ الذأب الحمامي المنثور .
ج_ الذأب الحمامي المزمن .
4) البلغر: وهو عبـارة عن نقص في فيتامـين PP ، مما يؤدي إلى الاضطرابات الجلدية والمعوية أو حتى الجنون .
5) الحلأ الشمسي : ويسمى حلأ الوجه ، وخاصة الأنف والشفتين .
6) النمش :ويظهر عادة على الجل الناعم، والشاحب عن الشقراوات والصبهاوات، فيبدأ في الطفولة، ويزداد في سن المراهقة، ويتطور النمش في فصل الصيف حتى انه يشوه وجه المراهقات اللواتي يتعرضن لأشعة الشمس، ويخف في فصل الشتاء .
السرطان الجلدي: حيث تلعب الاشعاعات دوراً كبيراً في ظهور سرطان الجلد ، إذ تبين أن التعرض المستمر والمتكرر للشمس يسبب السرطان الجلدي .(1)
ومن أعظم النتائج التي تسببها المستويات العالية من الأشعة فوق البنفسجية هو سرطان الجلد في الإنسان(2).
وأن هذا النوع من السرطان هو الأكثر شيوعاً، والوحيد في الإنسـان، ويتسبب في حدوث العديد من سرطانات الجلد غير المعروفة، ولكن العامل الأهم والأخطر هو التعرض المفرط للإشعاع الشمسي(3).
فأشعة الشمس فوق البنفسجية تخترق الجلد إلى العمق، فتؤثر على النسيج الضام (الرابط)، وتسبب تباعد الجلد وتجعده، ويعتقد أن هذا النـوع من الأشعة يتسبب في تنشـيط أشعة بيتا التي تسبب السرطان الجلدي . ثم إن أشعة بيتا هي المكون الأكبر لأشعة الشمس .
ولسرطان الجلد نوعان هما : ورم سرطاني يصيب الخلية الأساسيـة المكونة للخلايا الصبغية، وهو الأكثر شيوعاً، حيث تبدأ الأشعـة فوق البنفسجية بتشكيل ورم سرطاني في تلك الخلايا، مما يؤدي إلى إضعاف نظام المناعة في الجسم، ثم سرعان ما ينتقل لباقي أعضاء الجسم .
وتحدث هذه الأورام على شكل شامات وردية اللون مستديرة، تصيب الأشخاص قبل الأربعة عشر عاماً حتى سن الأربعين تقريباً، وتضاعفت حالات الإصابة بسرطان الجلد خلال العقد الماضي إلى ما يقارب 000,32 حالة في نهاية ذلك القرن
والنوع الآخر هو الورم القتامي في الخلايا الصبغية(1). وسوف نبين أنواع السرطان بشكل أكثر تفصيلاً بعد قليل .
وقد دلت الإحصاءات أن سرطان الجلد عادة ما يصيب أجزاء الجلد الأكثر عرضة لأشعة الشمس كالوجه واليدين والقدمين والصـدر وأعلى القدمين، كما أنه يصيب ذوي البشرة البيضاء الذين يحترق جلدهم أكبر من غيرهم بأشعة الشمس . حيث يتم تدمير الخلايا الجلدية من خلال تراكم الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس، فقد ثبت علمياً أن مـادة الميلانين تقوم بشكل طبيعي بحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية(2).
وتشمل أشعة الشمس الأشعة الكهرومغناطيسية التي تعتبر العامل الأول في حدوث السرطان(3). لذا فإن من السبل الوقاية من السرطان بأن تمنع المرأة _ على الأخص _ وصول أشعة الشمس لوجهها بارتداء غطاء واقٍ(4). فقد أوضحت الأدلة المتوفرة فشل الجهاز المناعي لإتلاف الخلايا السرطانية(5).
وأكثر سرطنة الخلايا القاعدية الجلدية شيوعاً هي الوجه، ولكن ذلك لا يمنع من ظهور المرض في أي موضع آخر من الجسم . وهذا النوع من السرطان مؤلم ، وينمو ببطء شديد(1).
أنواع سرطان الجلد
1_ السرطان القاعدي :- وهو أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعاً ، ويظهر على شكل نمو دائري صغير ، ناعم الملمس، لامع السطح وكأنه حبة لؤلؤ صغير. فإذا ترك هذا النمو دون علاج فإنه ينزف ويتقشر بين الحـين والآخر، وقد يؤدي إلى ظهور قرحة صغيرة . وهذا النوع من السرطان، بطيء النمو، وقد يغزو الأنسجة حوله ببطء، ولكنه نادراً ما ينتشر إلى أماكن أخرى من الجسم .
2_ السرطان الحرشفي :- وهذا النوع من سرطان الجلد أكثر خباثة من السرطان القاعدي. ومع أنه اقل حدوثاً إلا أن حجمه يزداد بسرعة ليصبح ورماً كبيراً متقرحاً .
وعلى عكس السرطان القاعدي، فإنه قد ينتشر إلى الغدد اللمفاوية أو عبر الدم إلى أعضاء الجسم الداخلية . ويظهر هذا السرطان غالباً على الوجه والشفة وأعلى الأذن والأطراف، ويتخذ شكل بقع حمراء متقشرة أو أورام وردية باهتة قد تكون متقرحة أيضاً .
3_ السرطان القتامي (السرطان الأسود):- هذا النوع من السرطان هو أخطر أنواع سرطان الجلد، فهو بعكس النوعين السابقين، قادر على الانتشار بسرعة إلى أجزاء أخرى من الجسم، وقد يكون هذا قاتلاً للمصاب به، ولكن يمكن الشفاء من هذا السرطان إذا اكتشف في مراحله الأولى .
يظهر هذا السرطان فجأة على شكل نمو أسود اللون أو بني داكن غير متناسق الحدود، وتكون نسبة التلوين فيه متفاوتة . وقد يظهر الورم علـى شكل شامة أو شامات قديمة على الجلد .
وأكثر مواقع الإصابة بهذا السرطان هي: جلد الظهر عند الجنسين، وجلد الصدر والبطن عند الرجال، والساقان عند النساء .
أما العوامل التي تهيئ لظهور السرطان الأسود فهي:-
- نوع الجلد: فالأشخاص ذوو الجلد الأبيض والشعر الأشـقر والعيون الملونة والذين يحترق جلدهم بسهولة ولا يكتسب السمرة بسهولة، تكون الإصابة فيهم كبيرة .
ومع أن الإصابة نادرة، عند ذوي الجلد الأسود إلا أنهـا ليست مستحيلة، فقد يصاب هؤلاء بالسرطان في راحات أيديهم أو أقدامهم أوفي الأغشية المخاطية.
- أشعة الشمس : إن لأشعة الشمس دوراً كبيراً في إحداث السرطان الأسود، ولكن حدوث هذا النوع من السرطان، بعكس السرطان القاعدي والحرشفي، لا يتطلب التعرض المزمن لأشعة الشمس . إذ أثبتت الأبحاث أن حدوث حرق شمسي واحد خلال سني الطفولة أو المراهقة، خاصة إذا كان شديداً ونتج عنه فقاعات على سطح الجلد، يضاعف فرصة ظهور السرطان في وقت لاحق .
- العمر: يندر حدوث السرطان الأسود قبل الـ 15عاماً، ولكن قابلية الإصابة بعد هذا السن تتضاعف أربعين مرة، ولا يعـني كذلك عدم إمكانية حدوث السرطان الأسود قبل الـ15 عـاماً أيضاً .
- الوراثة: إن إصابة الولدين أو أحد الأقارب بهذا السرطان تزيد من فرصة الإصابة عند المريض من 8-12 ضعفاً .
- الأشخاص الذين لديهم أكثر من (40)شامة، خاصة إذا كـانت متفاوتة الحجم والشكل واللون .
- إذا أصيب إنسان ما بالسرطان، فإن فرصة ظهور سرطان أسـود آخر تتضاعف 900؟ ، ويحصل ذلك عادة خلال ثلاث سنوات من الإصابة الأولى .
- أي شامة تحدث فيها أي من التغييرات التالية قد تدل على وجـود السرطان فيها: ازدياد مفاجئ في حجمها، تغير في شكلها أو لونها، ظهور قرحة فيها، نزيف تلقائي منها، حكة أو أم فيها(1).
العوامل التي تهيئ لظهور السرطان
1_ نوع الجلد: يصيب السرطان ذوي الجلد الأبيض والشعر الأشـقر والعيون الملونة، والذين يحترق جلدهم بسهولة، ولا يكتسب السمرة بسهولة أيضاً.
ومع أن الإصابة نادرة عند ذوي الجلد الأسود، إلا أنها ليست مستحيلة، فقد يصاب هؤلاء بالسرطان في راحات أيديهم أو أقدامهم أو في الأغشية المخاطية .
2_ أشعة الشمس: إن لأشعة الشمس دوراً كبيراً في أحداث السرطان، ولكن حدوث هذا النوع من السرطان،بعكس السرطان القاعدي والحرشفي، لا يتطلب التعرض المزمن لأشعة الشمس . إذ أثبتت الأبحاث أن حدوث حرق شمسي واحد خلال سني الطفولة أو المراهقة، خاصة إذا كان شديداً ونتج عنه فقاعات على سطح الجلد، يضاعف فرصة ظهور السرطان في وقت لاحق، كما عرفت ذلك سابقاً .
إن السرطان لا يفرق في إصابته بين الرجال و النساء، ولكن النسـاء أكثر تعرضاً وأسهل في الإصابة بسرطان الجلد، نتيجة للاختلاف الكبير في تكوين الجلد بينها وبين الرجل . فالرجل يحتوي على صبغيات كثيرة على عكس النساء اللواتي تقل الصبغيات في جلودهن، كذلك فان مناعتهن أقل من الرجال نتيجة لتوزعها بينها وبين جنينها،ونتيجة لانخفاض عدد الخلايا الدموية البيضاء المسؤولة عن المناعة في الجسم لديهن .
إضافة إلى ذلك فان الدراسات الحديثة قد أظهرت أن الكثيرات من النساء المصابـات بسرطان الجلد لديهن سلوكيات تزيد من فرص احتمـال إصابتهن بسرطان الجلد مثل التدخين والتعرض لأشعة الشمس الضارة دون حماية .
وقالت "كارين ايمونيز" من معهد "دانا فاربر" في بوسطن، والتي قادت الدراسة: إن الطفرات الجينية الوراثية تتسبب في ما يتراوح بين 5 ؟ و 10 ؟ من جميع حالات الإصابة بالسرطان، في حين تتسبب العوامل السلوكية في ما يتراوح بين 70 ؟ و 80 ؟من الإصابات . ومن تلك السلوكيات تعريض الوجه واليدين والرقبة والرجلين لأشعة الشمس(1).
من جهة أخرى فان حدوث الإصابة بالسرطان لا يقتصر في ظل وجود الأشعة فقط، بل حتى في غيابها تزداد احتمالية الإصابة به أيضا،خاصة عند البرودة. فقد حذر علماء من موجات البرد التي تجتاح الدول في الشتـاء، من أنها تتسبب في إصابة الكثيرين بسرطان الجلد وأمراض أخرى، نظراً لحـدوث ثقب في طبقة الأوزون على القطب الشمالي والذي يحمي الأرض من الأشعة الشمسية فوق البنفسجية التي تصل إلى الفضاء الأرضي وتتـوزع فيه، من خلال ذلك الثقب، مما يزيد نسبة الإصابة بسرطان الجلد وعلى الأخص النساء(2).
المصادر والمراجع
1_ معجم أكاديميا للمصطلحات العلمية والتقنية ، ترجمة ، د.محمد دبس، وآخرون، طبعة 1993م ، أكاديميا انترناشيونـال ، الفرع العلمي من دار الكتاب العربي، بيروت ، لبنان .
2_ الموسوعة الطبية العربية ، د. رئيف بستاني وآخرون ، الشركة الشرقية للمطبوعات ، 1998 م .
3_ علم حياة الإنسان، د. محمد سليم صالح، و د. عبد الرحيم عشير ، ط2 ، 1986 م ، دار المعارف ، مصر.
4_ مجلة صحتك السعودية .
5_ جريدة الاقتصادية السعودية .
6_ مجلة صحة الشرقية ، مجلة تصدرها المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية ، الدمام .